السوريون يدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية.. والأسد يندد بالانتقادات الغربية
دمشق – الوكالات: يقبل الناخبون السوريون في مناطق سيطرة القوات الحكومية منذ صباح أمس على مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس للبلاد، في استحقاق هو الثاني منذ اندلاع النزاع، من شأنه أن يمنح بشار الأسد ولاية جديدة، فيما تشكك دول غربية عدة بـ«نزاهة» الانتخابات.
بعد اقتراعه وزوجته أسماء في مدينة دوما، إحدى أبرز معاقل المعارضة سابقًا قرب دمشق، ردّ الأسد على المواقف الغربية بالقول «قيمة آرائكم هي صفر».
تجري الانتخابات فقط في مناطق سيطرة الحكومة، حيث يقطن نحو 11 مليون شخص، فيما تغيب عن مناطق سيطرة الأكراد (شمال شرق) ومناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) وفصائل موالية لأنقرة (شمال وشمال غرب)، حيث خرج المئات في تظاهرة في مدينة إدلب، مؤكدين «لا شرعية» للانتخابات.
فتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند السابعة صباحًا. وعرض التلفزيون السوري مشاهد تظهر طوابير ناخبين في عدد من المناطق.
وعلى وقع إجراءات أمنية على مداخل دمشق والساحات والنقاط الرئيسية، شهدت مراكز الاقتراع في الجامعات خصوصًا إقبالاً باكرًا من الطلاب.
واتخذ الأسد (55 عامًا)، الذي اكتسحت صوره الشوارع والساحات، عبارة «الأمل بالعمل» شعارًا لحملته الانتخابية، في محاولة لتسليط الضوء على دوره المقبل في مرحلة إعادة الإعمار، بعد عقدين أمضاهما في سدّة الرئاسة، نصفهما خلال نزاع مدمّر أودى بحياة أكثر من 388 ألف شخص وشرّد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
ويخوض مرشحان آخران غير معروفين السباق الرئاسي، هما الوزير والنائب السابق عبدالله سلوم عبدالله، والمحامي محمود مرعي من معارضة الداخل المقبولة من النظام، وسبق أن شارك بين ممثليها في إحدى جولات المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في جنيف، والتي اتسمت بالفشل.
بدا لافتًا اختيار الأسد دوما للإدلاء بصوته والتصريح للصحفيين. إذ شكّلت المدينة التي استعادت قواته السيطرة عليها عام 2018 إثر هجوم واسع بدعم روسي أعقب سنوات من الحصار، أحد أبرز معاقل المعارضة خلال سنوات النزاع. واتهمت دول غربية دمشق باستخدام غاز الكلور خلال الهجوم عليها، ما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى شنّ ضربات جوية في سوريا، رغم نفي دمشق.
وردّ الأسد على المواقف الغربية المشككة بنزاهة الانتخابات. وقال «نحن كدولة لا نقبل أبدًا بمثل هذه التصرّفات، لكن الأهم مما تقوله الدولة أو تصمت عنه، هو ما يقوله الشعب». وأضاف «أعتقد أن الحراك الذي رأيناه خلال الأسابيع الماضية كان الرد الكافي والواضح وهو يقول لهم: قيمة آرائكم هي صفر وقيمتكم عشرة أصفار».
وجاء موقف الأسد غداة تأكيد وزراء خارجية الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا في بيان مشترك الثلاثاء أن الانتخابات الرئاسية «لن تكون حرة ولا نزيهة». وحض الوزراء المجتمع الدولي على أن «يرفض من دون لبس هذه المحاولة من نظام الأسد ليكتسب مجددًا الشرعية من دون أن يوقف انتهاكاته الخطيرة لحقوق الإنسان ومن دون أن يشارك بشكل ملحوظ في العملية السياسية التي سهلتها الأمم المتحدة بهدف وضع حد للنزاع».
ووصف وزير خارجية فرنسا جان-إيف لودريان أمس الانتخابات بأنها «خدعة» باعتبار أن «جزءًا فقط من السوريين سيشارك فيها، فيما كثر من السوريين النازحين وكثر من السوريين اللاجئين» لن يدلوا بأصواتهم.
وخصّصت الحكومة يوم الخميس الماضي للمقيمين خارج سوريا من أجل الادلاء بأصواتهم في سفارات بلادهم وقنصلياتها. لكن قانون الانتخابات يتيح فقط لمن يحملون جوازات سفر سارية وغادروا البلاد بطريقة شرعية الاقتراع، وهو ما لا يسري على ملايين النازحين واللاجئين الذين فروا من المعارك والقصف.
وفي حين أعلن مجلس سوريا الديمقراطية، الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية في مناطق سيطرة الأكراد، أنه «غير معني» بالانتخابات، وصف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والمدعوم من تركيا ومقره اسطنبول، الانتخابات بـ«المسرحية».
وفي مدينة إدلب (شمال غرب)، أفاد مراسل لفرانس برس عن خروج المئات في تظاهرة، رافعين لافتات عدة بينها «لا شرعية للأسد وانتخاباته». ورفع عدد منهم أعلام المعارضة.