بعد غياب عمال النظافة.. فزعة أهل البحرين تلبي النداء

بعد غيابِ عمالِ النظافة عن تنظيفِ شوارع ومناطق البلاد بسبب إجراء الفحوصاتِ التي تجريها وزارةُ الصحةِ لجميعِ عمال النظافة، بادرَ أهلُ البحرين بتغطية النقص الحاصل في العمالة، وشكَّلوا فرقًا تطوعية لتنظيف وتغسيل وتعقيم شوارع البلاد، ونقل أكياس القمامة إلى الأماكن المخصصة لها في ملحمةٍ وطنية رائدة أكدت وعي المجتمع البحريني والمسؤولية الوطنية التي يتمتع بها مواطنو ومقيمو البلاد.

وقال أحدُ المتطوعين في تنظيفِ شوارع المملكة المواطن حسين ناجي: «إن الفزعةَ الوطنيةَ التي بادرَ بها أهلُ البحرين بتنظيف الشوارع العامة بعد غيابِ عمال البلديات يأتي في إطارِ المسؤولية الوطنية التي تفرض علينا الوقوفَ مع الوطنِ في الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، مؤكدا أن الواجبَ الوطني يفرضُ على جميعِ مواطني ومقيمي البلاد التكاتفَ في ظل التحديات الراهنة، وتقديم العون قدر الإمكان لجميع الجهات المعنية في مواجهة فيروس كورونا المستجد».

وأشار حسين ناجي إلى أن عشرات الفرق التطوعية بادرت في تنظيف جميع شوارع المملكة من خلال جمع القمامة من الشوارع ونقلها إلى أماكن مخصصة، وغسل الشوارع وتعقيمها، بعد إعلان وزارة البلديات إجراء الفحوصات للعمال، موضحًا أن المبادرة الوطنية من أهالي البلاد أكدت أن المجتمع البحريني مجتمع واعٍ ومتحد في مواجهة الظروف الاستثنائية، متمنيا استمرار هذه المبادرات مستقبلا حتى يزداد الوعي لدى جميع شرائح المجتمع في أهمية النظافة والحفاظ على نظافة الشوارع العمومية والعامة.

فيما أثنى أحد المتطوعين في تنظيف شوارع العاصمة السيد صادق مدن على وعي وتلاحم المجتمع البحريني في تكاتفه والالتزام بالمسؤولية الوطنية، وإن ما شهدته شوارع المملكة خلال الأيام السابقة من تجاوب وإقبال كبير على التطوع في تنظيف الشوارع يدعو إلى الفخر والاعتزاز، وهو نابع من وعي وثقافة أهل البحرين، وحرصهم على الإسهام في ازدهار وطنهم وتقدمه.

وأضاف مدن أن ما يقوم به المواطنون من عمل وطني نبيل وجهود مخلصة لأداء واجبهم المشرف يحمل رسائل ومعاني سامية بالوقوف مع الوطن بكل بسالة وروح معنوية عالية وعزيمة صادقة في ظل التحديات الراهنة، مؤكدا أن أهل البحرين سيبقون بعون الله الدرع المنيع الذي يذود عن الوطن ووحدته الوطنية وأمن مواطنيه والمحافظة على المكتسبات والمنجزات الحضارية التي تحققت لمملكة البحرين وشعبها الكريم بفضل تكاتف الجميع.

متمنيا استمرار المبادرات التطوعية التي من الممكن أن تخفف من وجود عمال البلديات في المناطق السكنية خصوصا مع انتشار فيروس كورونا، مؤكدا أن كل مواطن لو التزم بتنظيف الشارع المقابل لمنزله، ورمى أكياس القمامة في المكان المخصص لما احتجنا لوجود عمال التنظيف في المناطق السكنية.

فيما كان للعنصر النسائي دورٌ مهم جدا في الفرق التطوعية التي بادرت بتنظيف الشوارع، إذ تحدثت أحد العناصر النسائية حنان عنان لـ«أخبار الخليج» عن تجربتها في تنظيف الشارع المقابل لمنزلها بالعاصمة، مؤكدة أن مبادرتها تأتي في إطار المسؤولية الوطنية التي فرضت على الجميع النزول إلى الشارع وتنظيفه وغسله وتعقيمه مساندة لجهود البلاد في مواجهة جائحة كورونا.

وأشارت عنان إلى أن الحس الوطني لجميع مواطني ومقيمي البلاد نجح في تدارك عدم وجود عمال النظافة، وأثبت أن المجتمع البحريني برجالاته ونسائه قادر على تدارك أصعب الظروف والتحديات تلبية لنداء الوطن.

وقال بدر اليزيدي أحد المشاركين في حملات التنظيف: «انطلاقا من مبدأ المسؤولية المجتمعية وحبًا للمساهمة فيه، انطلقت عدة حملات وطنية في مختلف مناطق البحرين لتنظيف الشوارع والأماكن العامة ما يعكس الحس الوطني العالي لدى الشباب البحريني تجاه وطنهم وشعورهم بالمسؤولية فيه، ومن هذا المنطلق شاركت مع عدد من أصدقائي في حملات تطوعية لتنظيف الأماكن العامة ومستمرين في ذلك لدعم جهود مملكتنا الغالية في الحد من انتشار فيروس كورونا كوفيد 19. ومن هنا أدعو جميع المواطنين والمقيمين إلى الإسهام في الخدمة المجتمعية التي تعكس الوعي المجتمعي وتسهم بشكل كبير في تخفيف الضغط على الجهات الحكومية.

المصدر: اخبار الخليج -كتب فاضل منسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى