ارتفع عدد وفيات وباء كورونا في فرنسا الى 372 حالة وفاة، بعد أن أدى الفيروس الى وفاة 108 مصابين خلال ال24 الماضية ،وسط عجز السلطات عن توفير الكمامات وغضب الطواقم الطبية التي تواجه خطر انتقال العدوى وهي في الصفوف الأمامية لمواجهة المرض ،من ندرة هذه الأداة الضرورية للعمل والوقاية من الفيروس .
ولفتت صحيفة لوموند في عددها اليوم الجمعة إلى مخاوف وغضب الأطباء والممرضين الذين يوجدون في الجبهة، خاصة في منطقة غران أست ،التي تعاني مستشفياتها من ضغط شديد أو جنوب محافظة لوار. ونقلت الصحيفة عن الطبيب ماتياس وارغون رئيس مصلحة الاستعجالات في مستشفى دولافونتين في سان دنيس قوله إن عجز فرنسا عن توفير الكمامات وهي المصنوعة من الورق ولا يتعدى سعرها بضعة سنتيمات،غير مفهوم تماما .
وتم التأكد من أصابة20 الف حالة ،ادخلت منها 4761 حالة الى المستشفى وفق المدير العام للصحة جيروم سالومون الذي اكد ان عدد الأصابات يتضاعف اكل اربعة أيام وأن الفيروس ينتشر في فرنسا بسرعة وبشكل مكثف .
وأمام ارتفاع اعداد المصابين ،تحاول فرنسا وفق ما اوردته صحيفة لوفيغارو اليوم الجمعة توفير الكمامات بأي طريقة ،إذ انخرط الجيش وشركات عدة في انتاجها لمواجهة العجز ،لكن تبدو هذه الطلبيات متأخرة وفق الشركات المصنعة للكمامات ،لكن ماذا عن مخزون الدولة الذي يصل الى 150 مليون كمام وفق ما صرح به وزير الصحة اوليفيي فيران أمام الجمعية الوطنية قبل أيام ؟ اوضحت لوفيغارو أن 25 مليون من هذه الكمامات تم توزيعها على الاطباءوالممرضات والقابلات واطباء الاسنان في اول دفعة إذ تم تخصيص 50 كمام لكل ممارس طبي قبل ان يكتشف هؤلاء ان الكثير من هذه الكمامات الخاصة ،كانت منتهي الصلاحية ،في انتظار دفعات اخرى لم تصل بعد أو تم توزيعها بطرق غير قانونية ولم تصل الى من يحتاجونها فعلا للعمل . وفي غضون ذلك أوضح وزير الصحة الفرنسي اوليفيي فيران في مقابلة نشرت اليوم الجمعة مع لوفيغارو أن فرنسا دخلت أزمة كورونا وهي تعاني من وضع متدهور و مخزون ضعيف من الكمامات من نوع FFP2،لا يتعدى 150 مليون كمام .
وتوقع فيران ان الوباء يقترب من الذروة في منطقة غران أيست ،ما دفع السلطات الى اتخاذ اجراءات استثنائية بينها توقيف كل العمليات الجراحية في المستشفيات وتحضير احنجة العناية الفائقة علاوة على بناء مستشفى في الريف ونقل المرضى الذي يوجدون في العناية المركزة عن طريق طائرات عسكرية الى مناطق اقل تضررا من فيروس كورونا . وتتأهب فرنسا لانتشار المرض في جزيرة كوسيكا التي تسجل يوما بعد يوم ارتفاعا سريعا في اعداد المرضى بحسب فيران. فيما تعمل المصانع ليل نهار لانتاج 6 ملايين كمامة اسبوعيا .وقال وزير الصحة ان الجميع يعمل من اجل توفير هذه الكمامات للطواقم الطبية.وأضاف “نحن نستورد ايضا الكمامات ونتحين الفرصة المناسبة دوما لاستيراد المزيد ،لقد منحتنا الصين مليون كمامة وننسق مع الشركات داخل فرنسا لرفع الانتاج” وأشار الوزير الى ان العديد من حالات السرقة التي طالت الكمامات تسببت في هذا النقص الموجود أصلا وإلى هذا الوضع المتوتر.
المصدر: القبس