منشورات مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى مزيد من الاحتجاجات في إيران

دبي – الوكالات: دعا الإيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي امس الى مظاهرات جديدة بعد أسبوع من اسقاط طائرة ركاب ساعين إلى تحويل الاحتجاجات التي أعقبت التحطم إلى حملة مستمرة على القيادة الإيرانية.
وينظم متظاهرون أغلبهم من الطلاب احتجاجات يومية في طهران ومدن أخرى منذ يوم السبت عندما اعترفت السلطات بعد نفيها على مدى أيام بإسقاط طائرة الركاب الاوكرانية الاسبوع الماضي مما أودى بحياة 176 شخصا كانوا على متنها.
وأفاد منشور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي «قادمون إلى الشوارع» وحث الناس على الانضمام للمظاهرات على مستوى البلاد احتجاجا على «حكومة سارقة وفاسدة».
وأظهرت تسجيلات مصورة آلاف المتظاهرين يتجمعون في الأيام الاربعة الماضية في مختلف المدن الإيرانية واحتشد عدد كبير منهم أمام جامعات. وكان ميدان أزادي في وسط طهران مركزا للاحتجاجات كذلك. لكن من الصعب تقدير نطاق الاحتجاجات والاضطرابات بسبب القيود المفروضة على التغطية الإعلامية المستقلة.
ولم تورد وسائل الاعلام المرتبطة بالحكومة سوى القليل من التفاصيل عن الاحتشادات.
فبعد عدة أيام من الاضطرابات أظهرت خلالها صور منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي الشرطة تضرب المتظاهرين وتصعقهم بالعصي الكهربائية بدت الاحتجاجات أهدأ الثلاثاء. وقتلت السلطات مئات المتظاهرين قبل شهرين في حملة لقمع احتجاجات تفجرت بسبب ارتفاع أسعار الوقود.
وأسقطت الدفاعات الجوية الطائرة يوم الثامن من يناير عندما كانت القوات المسلحة في حالة استنفار تحسبا لرد أمريكي بعد ضربات عسكرية متبادلة في أحدث تصعيد لأزمة مستمرة منذ سنوات بسبب برنامج إيران النووي.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء أن لقطات سجلتها كاميرا أمنية أظهرت أن صاروخين انطلقا بفارق 30 ثانية أصابا الطائرة بعد اقلاعها. وقال مسؤولون بالمخابرات الأمريكية ان بصمة حرارة لصاروخين سطح جو رصدت في التاسع من يناير.
وطلبت كييف من إيران تسليمها الصندوقين الأسودين للطائرة، كما أعلنت السلطات الأوكرانية امس. وقدمت النيابة العامة وأجهزة الأمن الأوكرانية طلبا رسميا في هذا الصدد للسلطات الإيرانية، كما أوضحت النيابة في بيان. وأكدت النيابة العامة أن «الجانب الأوكراني يبذل أقصى جهوده لضمان فك تسجيلات الصندوقين الأسودين بشكل جيد والحفاظ على الأدلة في التحقيق بالكارثة».
من جانب آخر، أعلنت كييف الثلاثاء أن مسؤولا إيرانيا كبيرا سيزور اوكرانيا في الأيام المقبلة «لتحديد المختبر» الذي يمكن أن يكلف تحليل مضمون الصندوقين الأسودين.
وبحسب وسائل الإعلام الأوكرانية فإن الوجهة الأخرى المحتملة لتحليل تسجيلات الصندوقين الأسودين هي فرنسا.
ورفضت إيران فكرة التفاوض على اتفاق جديد لحل الخلاف النووي وهو ما اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووصفه رئيس الوزراء البريطاني بأنه «اتفاق ترامب».
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني ان ترامب الذي انسحب في عام 2018 من الاتفاق النووي القائم لم يف بعهوده.
الى ذلك ذكر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان امس أن الاتفاق النووي الإيراني في خطر بعد ما تردد عن انتهاكات طهران له لكنه أضاف أن آلية فض النزاع التي فعلتها بلاده وبريطانيا وألمانيا تستهدف حل المشكلات دبلوماسيا.
وقال لو دريان في جلسة برلمانية بعدما بدأت القوى الأوروبية الثلاث الثلاثاء عملية لتعنيف إيران رسميا على انتهاكاتها للاتفاق النووي المبرم عام 2015 «إيران تفرغ الاتفاق من مضمونه على نحو مستمر. وهو في خطر ويتعين على إيران احترام التزاماتها مثلما نفعل نحن».