اعتقالات في إيران في قضية الطائرة الأوكرانية مع استمرار الاحتجاجات
دبي – الوكالات: قالت إيران امس الثلاثاء انها اعتقلت أشخاصا تتهمهم بالضلوع في اسقاط طائرة ركاب أوكرانية كما اعتقلت 30 شخصا في الاحتجاجات التي تجتاح البلاد منذ أن اعترف الجيش متأخرا بالخطأ الذي ارتكبه.
ويمثل اسقاط طائرة الخطوط الجوية الاوكرانية أثناء الرحلة رقم 752 الاربعاء الماضي والذي أسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا على متنها أحد أكبر التحديات لرجال الدين منذ توليهم السلطة في إيران بعد الثورة الإسلامية عام 1979.
ومنذ أن قتلت الولايات المتحدة قاسم سليماني أبرز قائد عسكري إيراني في هجوم شنته طائرة مسيرة تواجه إيران تصاعدا في المواجهة مع الغرب واضطرابات في الداخل.
وأسقطت إيران الطائرة الاوكرانية يوم الاربعاء عندما كان جيشها في حالة تأهب بعد ساعات من اطلاق صواريخ على أهداف أمريكية في العراق. وأقرت بالخطأ يوم السبت بعد أن ظلت لأيام تنفي ذلك.
وقال غلام حسين اسماعيلي المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية انه جرى بالفعل اعتقال البعض ممن اتهموا بالاضطلاع بدور في كارثة الطائرة. ولم يحدد المشتبه بهم أو يذكر عدد المعتقلين.
ومنذ الاعتراف الرسمي بإسقاط الطائرة ينظم متظاهرون أغلبهم من الطلاب احتجاجات يومية مرددين هتافات منها «اغربوا عن وجوهنا يا رجال الدين» وتطالب بعزل الزعيم الأعلى علي خامنئي الذي يتولى منصبه منذ 30 عاما.وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تصدي الشرطة بعنف لبعض المظاهرات. وأظهرت لقطات ضرب الشرطة لمحتجين بالهراوات وجرحى يجري نقلهم وبرك دماء في الشوارع ودوي اطلاق نار.وأظهر تسجيل مصور ضابطا يستخدم هراوة كهربائية لصعق أحد الاشخاص في الوقت الذي يتلوى فيه على الارض.
ونفت الشرطة الإيرانية اطلاق النار على المتظاهرين وقالت ان الضباط صدرت لهم أوامر بالتحلي بضبط النفس. وذكرت الهيئة القضائية أن 30 شخصا اعتقلوا في الاضطرابات لكنها أضافت ان السلطات ستبدي تسامحا مع «المتظاهرين بشكل قانوني».وأظهرت مقاطع مصورة امس تجمع متظاهرين سلميا عند جامعتين بطهران. وهتف البعض «أين العدالة..».
ويصعب تقييم حجم الاضطرابات بشكل عام نظرًا إلى القيود المفروضة على التغطية الصحفية المستقلة.وتأتي الاضطرابات الداخلية الناجمة عن اسقاط الطائرة بعد شهرين فقط من أعنف حملة على الاحتجاجات منذ الثورة. فقد قتلت السلطات مئات الأشخاص لإخماد انتفاضة اندلعت في نوفمبر الماضي عندما أحرق المتظاهرون عددا من البنوك ومحطات البنزين.واتّهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إيران الإثنين بأنها ستفعل «كلّ ما بوسعها» لإنهاء التظاهرات التي تشهدها البلاد احتجاجًا على إسقاط القوات الإيرانية.وقال بومبيو في خطاب في جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا «نرى حاليًا الإيرانيين وهم يخرجون إلى الشوارع بأعداد ضخمة رغم المخاطر الهائلة التي يواجهونها». وأضاف أن «الولايات المتحدة تقف إلى جانبهم في مطالبتهم بالحرية والعدالة وفي غضبهم المبرّر ضد آية الله».
وإذ ذكّر بومبيو بالتحذير الذي وجّهه الرئيس دونالد ترامب في مطلع الأسبوع إلى السلطات الإيرانية من مغبّة شنّ أيّ حملة قمع ضدّ المتظاهرين، دعا حلفاء الولايات المتحدة إلى توجيه تحذير مماثل.
ومما يزيد من حدة التوتر على الصعيد الدولي وصف المتحدث باسم السلطة القضائية سفير بريطانيا بأنه عنصر غير مرغوب فيه بعد احتجازه لفترة وجيزة يوم السبت واتهامه بتحريض المحتجين. وقال السفير انه كان يشارك في وقفة لتأبين ضحايا الطائرة الاوكرانية.وقالت لندن انه لم يتم اخطارها بأي تحرك لطرد سفيرها روب ماكير وقالت ان مثل هذه الخطوة ستدعو للاسف. وستكون وزارة الخارجية الإيرانية وليس السلطة القضائية هي المسؤولة عن أي قرار لطرد السفير.وتستضيف لندن اجتماعا يوم الخميس تشارك فيه كندا وأوكرانيا وبريطانيا ودول أخرى كان لها رعايا على متن الطائرة المنكوبة.وقالت أوكرانيا ان الاجتماع سيبحث الإجراء القانوني ضد طهران.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني ان الحكومة تتحمل المسؤولية أمام الإيرانيين والدول التي فقدت مواطنين لها. وأغلب الذين كانوا على متن الطائرة إيرانيون أو يحملون جنسية مزدوجة.
وتترنح الحكومة الإيرانية بالفعل تحت وطأة عقوبات عاودت الولايات المتحدة فرضها عليها بعد أن انسحبت واشنطن من اتفاق مع دول كبرى تعهدت طهران بموجبه بتقليص برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات.