فرنسا وبريطانيا وألمانيا تؤكد تفعيل آلية فض النزاع النووي مع إيران

باريس/لندن – الوكالات: أعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا امس الثلاثاء أنها قامت رسميا بتفعيل آلية فض النزاع المنصوص عليها في الاتفاق النووي مع إيران وذلك في أقوى خطوة يتخذها الأوروبيون إلى الان لتنفيذ الاتفاق الذي يلزم إيران بتقييد برنامجها النووي.
وقالت الدول الأوروبية انها تعمل لتجنب أزمة حول الانتشار النووي تضاف إلى المواجهة المتصاعدة في الشرق الاوسط.
وقالت الدول الأوروبية الثلاث في بيان مشترك «نحن لا نقبل التذرع بأن لإيران الحق في الحد من الالتزام بالاتفاقية» موضحة أنه لم يعد أمامها خيار سوى تفعيل الآلية التي يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى فرض عقوبات دولية على طهران.
وأضافت «بدلاً من عكس المسار اختارت إيران تقليص الالتزام بشكل أكبر».
وتخلت طهران أكثر عن التزاماتها بموجب اتفاقية عام 2015 مع القوى العالمية الست بإعلانها في السادس من يناير أنها ستلغي القيود المفروضة على تخصيب اليورانيوم مع أنها قالت انها ستواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأردف بيان الدول الثلاث «فعلنا ذلك بنية طيبة بهدف شامل هو الحفاظ على الاتفاق النووي وبأمل مخلص في ايجاد وسيلة للسير قدما تجاه حل الازمة من خلال حوار دبلوماسي بناء مع الحفاظ على الاتفاق والاستمرار ضمن اطاره».
وفي مسعى لإبقاء الباب مفتوحا أمام حل دبلوماسي قالت الدول الثلاث انها لم تنضم للحملة الأمريكية لممارسة أقصى ضغط ممكن على إيران.
وأضافت «بالنظر للأحداث الأخيرة من المهم للغاية ألا نضيف أزمة انتشار نووي للتصعيد الراهن الذي يهدد المنطقة كلها».
وردا على البيان رفضت إيران قرار الدول الأوروبية الثلاث تفعيل الية فض النزاع واصفة ذلك بأنه إجراء «سلبي» لكنها عبرت عن استعدادها للنظر في أي مسعى بناء لإنقاذ الاتفاق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي في بيان نشر على موقع الوزارة «الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها -كما كان في السابق- استعداد تام لدعم أي إجراء يقوم على نوايا طيبة وأي جهد بناء لإنقاذ هذا الاتفاق الدولي المهم».
لكن موسوي أوضح أن طهران سترد بجدية وحزم على أي إجراء مدمر من قبل أطراف الاتفاق.
وحاول حلفاء واشنطن الأوروبيون منع انهيار الاتفاق النووي بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة منه في عام 2018.
وبمقتضى الاتفاق تم رفع العقوبات الدولية عن طهران مقابل موافقتها على تقييد برنامجها النووي. لكن واشنطن أعادت فرض العقوبات الأمريكية مما حرم طهران من معظم الثمار الاقتصادية للاتفاق النووي.
وردت إيران بتجاوز تدريجي لكثير من القيود التي وافقت عليها في الاتفاق. وقالت هذا الشهر انها ستتخلى عن القيود على انتاج اليورانيوم المخصب وهي خطوة قال الأوروبيون ان من المرجح أنها ستضطرهم للرد.
الى ذلك أعرب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون امس عن استعداده لاستبدال الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بنصّ آخر جديد يريده ترامب، معتبرًا أن هذا الأخير «مفاوض ممتاز»، في تصريح يبدو مخالفًا لموقف الخارجية البريطانية.
وقال جونسون لشبكة «بي بي سي» إن «الرئيس ترامب مفاوض ممتاز لنعمل معًا من أجل استبدال (الاتفاق النووي) باتفاق ترامب» مشيرًا إلى أن ذلك سيكون «طريقة جديدة للمضي قدمًا».
وتبدو هذه التصريحات مخالفة للجهود المبذولة من جانب وزارة الخارجية البريطانية التي تؤكد تمسّكها بالاتفاق.